روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | الأقصى جرح الأمة.. النازف أبدا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > الأقصى جرح الأمة.. النازف أبدا


  الأقصى جرح الأمة.. النازف أبدا
     عدد مرات المشاهدة: 2752        عدد مرات الإرسال: 0

أعلم أنه ربما لم يحن وقت الانتصار بعدُ، وأعلم أن السبب الحقيقي في تأخره لا يكمن في ضعف قوتنا ولا قلة عددنا، بقدر ما يكمن في ضعف عودة لله وارتباط به.

وتوكل عليه وإخلاص له، وذلك لعموم الأمة كلها وليس على مستوى أولي الأمر في المسلمين فقط.
 
وأعلم أيضًا أن كل تذكير بهذا الأمر ما هو إلا إثارة لشجن قائم واستثارة لجرح كامن لم يحن أوان معالجته العلاج الناجع الذي يقضي على المرض.

ويأتي بشفاء صدور المؤمنين حينما يرون نصر الله يتحقق ماثلًا أمامهم وتعود فيه مقدساتهم.
 
ورغم كل ذلك لا أستطيع أن أمنع نفسي من كتابة ما يحلُّ على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من مظاهر تدنيس، لا يصح أن تتم في أمة قوامها ما يقارب ربع أهل المعمورة سكانًا!

ولا أعلم كيف سنجيب ربنا-سبحانه- حينما يسألنا عما يحدث لواحد من أقدس بقاع الأمة من تدنيس وهوان، ونحن شاهدون.
 
ففي مشهد معبر عما وصل إليه المسجد الأقصى، وعما وصل إليه المسلمون من حال وذلك في يوم الأربعاء 8/2/2012م، إذ يقف أحد السياح الذين يستبيحون حرمته ويدخلونه بكل دنسهم-وهو الذي يحرم على المسلم دخوله كأي مسجد إذا كان المسلم جنبا- فلا يكتفي ذلك السائح بتدنيس المسجد بوجوده فيه.

بل يقف في أحد جنباته عند سور البائكة الجنوبية للمسجد، ويرفع ملابسه ويبدأ في التبول دونما مراعاة لحرمة للمسجد.
 
ولم يكن تصرف ذلك السائح تصرفًا شاذًّا ولا منفردًا ولا مستنكرًا من أحد، إذ يتعامل عموم السياح مع المسجد الأقصى.

ويتصرفون وكأنهم في منتجع سياحي! لا في أحد أكثر الأماكن الطاهرة المقدسة في عقيدة أكثر من مليار ونصف من البشر.
 
وفي مشهد آخر يتجمع مجموعة من جنود الصهاينة بزيهم العسكري، ويقومون بعلامات وإشارات بذيئة وغير لائقة ومنحرفة سلوكيًّا، رجالًا ونساء.

ويلتقطون الصور الخليعة ويجعلون خلفيتهم فيها أطهر بقاع الأرض بعد الحرمين الشريفين؛ المسجد الأقصى أو مسجد قبة الصخرة المشرفة.
 
وفي اليوم التالي مباشرة يقتحم المسجد الأقصى اثنا عشر ضابطًا من ضباط المخابرات من الرجال والنساء، ودخلوا من باب المغاربة.

واتجهوا مباشرة نحو المصلى القبلي ثم دخلوا المصلى المرواني، وتوجهوا من بعدها نحو قبة الصخرة، وتجولوا في الساحات ليؤمِّنوا اقتحام عدد من المستوطنين للمسجد، وإقامتهم بعض الطقوس الدينية والتلمودية داخله.
 
وبالطبع لا يملك المسلمون في القدس المحتلة إلا التنديد والاعتراض-غير المسموع من سلطات الاحتلال-، فنددت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها بهذا الشأن.

ورفضت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس على لسان فضيلة الشيخ عزام خطيب التميمي مدير الأوقاف الإسلامية.

وفضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، وهؤلاء يقومون بإنكار لهذا المنكر على قدر ما يستطيعون.

ويبقى الدور الأكبر على من لم ينكروا الأمر كلية، بل ربما لم يسمعوا به، ولو سمعوا لما شغل بالهم ولو للحظات.
 
وتطالعنا الأنباء عن قيام عضو الليكود موشيه فيجلين بدعوة أعضاء حزبه وعدد من المستوطنين اليهود عبر نشر إعلانات في الأماكن العامة وعلى المواقع الإلكترونية التابعة للمستوطنين، إلى ما أسماه بمشاركة يهودية كبرى في التظاهرة قائلًا:

"ندعوكم إلى الصعود إلى جبل الهيكل-يقصد ساحة المسجد الأقصى- للإعلان من هناك بأن القيادة السليمة ستطلق نشاطها بالسيطرة الكاملة على (جبل الهيكل)؛ من أجل تطهير الموقع من أعداء إسرائيل ومن سارقي الأراضي، من أجل بناء الهيكل على أنقاض المسجد"! وحدد لها هذا العضو يوم الأحد 12/2/2012م.
 
إن هذه الاستغاثات التي تصدر من المسجد الأقصى لتذكرنا بالاستغاثة التي أطلقها الأقصى، ووصلت للقائد المسلم البطل صلاح الدين الأيوبي، والتي حملها أحد الجنود إليه وجاء فيها:

يا أيها البطل الـذي *** لمعالم الصلبـان نكس

جاءت إليك ظلامـة *** تشكو من البيت المقدس

كل المساجد طهرت *** وأنا-على شرفي- أدنس

فلبى صلاح الدين النداء، وجمع المسلمين على كلمة سواء، وانطلق ليحرر الأقصى الأسير، وبذل هو وجنده من أجل تخليصه الأموال والدماء.
 
إن هذه القضية محسومة، إننا لن نستطيع الدفاع عن الأقصى إلا حينما نعود-كحكومات وأفراد- إلى ربنا سبحانه.

ولن يحدث لنا تمكين في الأرض ولا عز ولا سيادة إلا بعد أن ننصر الله في أنفسنا؛ ليتحقق لنا الشرط الأبدي الأزلي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
 
المصدر: موقع مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
 
الكاتب: يحيى البوليني

المصدر: موقع قصة الإسلام